ترافولتا مشرف
عدد المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 15/01/2010
| موضوع: توبة شابين في المطار قبل السفر @ السبت مارس 13 2010, 01:26 | |
| [size=16](على حضرات الركاب المسافرين على الرحلة رقم ... ،
والمتوجهة إلى .... ، التوجه إلى صالة المغادرة ، استعداداً للسفر).
دوّي هذا الصوت في جنبات مبنى المطار، أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة ، وقد حزم حقائبه ، وعزم على السفر إلى بلاد الله الواسعة للدعوة إلى الله –عز وجل-
سمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه ، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد ، وخاصةً الشباب.
وفجأة لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما أو تزيد قليلاً ، وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك.
(لابدّ من إنقاذهما قبل فوات الأوان) قالها الشيخ في نفسه ،
وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما ،
فوقف الشيطان في نفسه ،
وقال له : ما لك ولهما ؟!
دعهما يمضيان في طريقهما ويرفها عن نفسيهما ،
إنهما لن يستجيبا لك ).
ولكن الشيخ كان قوي العزيمة ، ثابت الجأش ، عالماً بمداخل الشيطان ووساوسه ، فبصق في وجه الشيطان ،
ومضى في طريقه لا يلوي على شيء ، وعند بوابة الخروج ، استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية ، ووجه إليهما نصيحة مؤثرة ، وموعظة بليغة ،
وكان مما قاله لهما :
ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة ،
ولقيتما -لا قدر الله- حتفكما وأنتما على هذه النية
قد عزمتما على مبارزة الجبار -جل جلاله- ،
فأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة ؟؟ ) .
وذرفت عينا هذين الشابين، ورق قلباهما لموعظة الشيخ ،
وقاما فوراً بتمزيق تذاكر السفر،
وقالا : يا شيخ : لقد كذبنا على أهلينا، وقلنا لهم إننا ذاهبان إلى مكة أو جدة، فكيف الخلاص ؟ ماذا نقول لهم ؟
وكان مع الشيخ أحد طلابه ،
فقال: اذهبا مع أخيكما هذا، وسوف يتولى إصلاح شأنكما.
ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً، ومن ثم يعود إلى أهلهما.
وفي تلك الليلة ، وفي بيت ذلك الشاب (تلميذ الشيخ) ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما ،
وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة
وهكذا : أرادا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر، فكان ما أراد الله -عز وجل-
وفي الصباح ، وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر، انطلق الثلاثة صوب مكة -شرفها الله- بعد أن أحرموا من الميقات ،
وفي الطريق كانت النهاية ... وفي الطريق كانت الخاتمة ... وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الآخرة ،
فقد وقع لهم حادث مروّع ذهبوا جميعاً ضحية ،
فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر،
ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام
وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة
: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك .. الخ ) .
كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة؟! إنها أيام ، بل ساعات معدودة ،
ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة ، ولله الحكمة البالغة سبحانه.
أخي المسلم : إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات ، الموت ،
واحذر : أن يأتيك الموت وأنت على حال لا ترضي الله -عز و جل-
فتكون من الخاسرين .
وإذا خَلَوتَ بريبــة في ظُلمةٍ والنفس داعيـة إلى العصيـان
فاستحيي من نظرِ الإله وقل لها إن الذي خَلَقَ الظـلام يـرانـي
شتان بين
من يموت وهو في أحضان المومسات ،
ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسماوات .
شتان بين
من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان،
ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان،
فاختر لنفسك ما شئت
اللهم أرزقنا حسن الخاتمه [/size] | |
|