ترافولتا مشرف
عدد المساهمات : 699 تاريخ التسجيل : 15/01/2010
| موضوع: (سجين لويس الرابع عشر) الأحد أغسطس 29 2010, 05:47 | |
| [b]سجين لويس .. ما أعظم سخرية القدر
قصة ذات مغزى كبير ... أتمنى أن تنال إعجابكم
عُرف عن الإمبراطور لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة في بعض القضايا، وكان من تلك الحيل التي تحدث عنها التاريخ، عندما دخل على أحد السجناء وهو في اشد حالات اليأس ليقول له اعرف أن موعد إعدامك غدا لكنى سأعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو، هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة أن تمكنت من العثور عليه فيمكنك الخروج وان لم تتمكن فإن الحراس سيأتون لإعدامك، أرجو أن تكون محظوظاً.
بعدما خرج الامبراطور لويس والحراس من الزنزانة عرف السجين أن كلام لويس صادقًا خاصة وأنه مشهور بتلك الأفعال ودائما ما يلجأ لمثل هذه التصرفات في العديد من القضايا، وبالفعل قرر السجين أن لا يخسر معركة الحياة وبدأ في البحث عن المكان الذي سيخرج منه قبل أن تشرق الشمس.
بدأت المحاولات وأخذ السجين يفتش في الجناح الذي سجن فيه وهو يحتوي على عده غرف وزوايا ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاه بسجاده باليه على الأرض وما ان فتحها حتى وجدها تؤدى الى سلم ينزل لسرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مرة اخرى وبعده درج اخر يؤدى الى درج اخر وظل يصعد ثم يصعد الى ان بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجى مما بث في نفسه الامل ولكن الدرج لم ينتهى.
واستمر يصعد ويصعد ويصعد إلى أن وجد نفسه في النهاية وصل الى برج القلعة الشاهق والارض لايكاد يراها وبقي حائراً لفتره طويلة فلم يجد ان هناك اى فرصة ليستفيد منها للهرب وعاد أدراجه حزينا منهكاً وألقى نفسه في أول بقعة يصل إليها في جناحه حائراً لكنه واثق أن الامبراطور لايخدعه.
وبينما هو ملقى على الارض مهموم ومنهك ويضرب بقدمه الحائط غاضباً واذا به يحس بالحجر الذى يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالامكان تحريكه وما ان ازاحه واذا به يجد سرداباً ضيقاً لايكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وشعر بالامل لعلمه أن القلعة تطل على نهر بل ووجد نافذة مغلقة بالحديد مكنته من رؤية النهر من خلالها.
استمرت محاولاته بالزحف الى ان وجد في النهاية هذا السرداب ينتهى بنهايه ميتة مغلقة وعاد يختبر كل حجر وبقعة فيه ربما كان فيه فرصة للخروج لكن كل محاولاته ذهبت هباءاً والليل يمضى واستمر يحاول ويفتش وفي كل مرة يكتشف أملاً جديداً فمرة ينتهى الى نافذه حديدية ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزانزانه.
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر امل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلها توحى له بالامل في اول الامر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وتزيد من تحطمه واخيراً انقضت ليلة السجين كلها ولاح له من خلال النافذة الشمس تطلع وهو ملقى على ارضيه السجن في غاية الانهاك محطم الامل من محاولاته اليائسة وايقن ان مهلته انتهت وانه فشل في استغلال الفرصة.
وبينما هو ملقى على الأرض وجد وجه الامبرطور يطل عليه من الباب ويقول له اراك لازلت هنا، قال السجين كنت أتوقع انك صادق معي فقال له الامبراطور أتعرف عني خلاف ذلك فقال السجين لا، فرد عليه الامبراطور اذا لماذا لم تهرب، قال السجين لم اترك بقعة في السجن لم ابحث فيها فأين المخرج، رد عليه الامبراطور لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً وغير مغلق هذه هي الحياة أنت أخترت الصعب وتركت السهل نظرت تحت قدميك ولم تنظر أمام عينيك[/b] | |
|